عن اتفاق مسقط وحلفاء صنعاء وتهميش هادي..!!
يمنات
عبد الخالق النقيب
الشيء الأكثر ملاحظة هذه المرة أن المجتمع الدولي يفكر الآن بجدية في التخلص من هادي وبطريقة تشبه العقاب، بالنسبة لكيري وإدارته فإن الإبقاء على الرئيس المغمور بالهزيمة وبالضعف أيضاً بات يشكل خطراً على التحالف الذي تقوده السعودية في حربها ضد اليمن وسيجرهم لإطالة أمد الحرب التي تتسع مآزقها بمضي الوقت..!!
كيري يتذكر هادي جيداً ولا يعاني الزهايمر، كما يعرف أنه الرئيس الذي تستند حرب التحالف في مشروعيتها الدولية على تخويل رسمياً منه، استخدمته كرئيس استنجد بها وأصبح ورقتها الرابحة التي تقتل وتقصف وتدمر بها ثم تشهرها بوجه المنظمات الدولية، هذه الحرب تم التحضير لها من سنوات وكان هادي الفرصة العظيمة التي جادت بها اللحظة، غير أن الرجل تسبب بإخفاقات جسيمه وسط المعركة، وبدأ المجتمع الدولي يحدق فيه كورطة ومأزق أنتج كل هذا الفشل، ويجب إنهاء مهمته للتو..!!
تهميش هادي ليس مقصوداً وحسب، لقد تخلى كيري عن الاعتبارات الدبلوماسية كوزير خارجية أمريكي وقرر أن يلتقي مباشرة بوفد من أنصار الله، ثم غادر المنطقة مدركاً أن الأمر لا يستدعي الالتفات لرئيس لن يجلب له سوى المزيد من الإحباط، لقد تجاهل الترتيب مع شرعية هادي التي مكنت التحالف من الاختباء خلفها وخوض حربها السافرة بدم بارد..!
تورطت المملكة وتحالفها بتركة ثقيلة من الخراب والدمار دون أن تحقق أي تقدم على الأرض، وتمادت بصورة أغلقت بوجهها أبواب المخارج السياسة، فأصبح لزاماً على الإدارة الأمريكية حالياً (الحليف الأكبر) التدخل فوراً، لإنقاذ حلفاءها الأثرياء، قبل أن تغادر البيت الأبيض وتترك المملكة تواجه امتحانها الأصعب بمفردها، فـ”هادي” وكل التخمينات القادمة نحوها من إدارة ترامب تقودها إلى الاعتراف بالهزيمة مبكراً إن لم يمسك “كيري” بيدها ويباشر بتنفيذ الحسم واستخدام ما تبقى من أوراق وكروت احتفظت بها الحرب لساعة الصفر..! ولربما ستأخذ الحرب بعض الوقت لنسمع بيانها الأخير..!
حسناً .. نحتاج أن نصرخ وبشجاعة بوجه حلفاء صنعاء، وتذكيرهم بأن رجالنا في جبهات الحرب والحدود هم من مرغوا بغطرسة المملكة، وهم من استطاع نقل المعركة إلى أرضية جديدة .. تمكن حلفاء صنعاء من الجلوس على طاولة التفاوض وهي ممتلئة بالثقة، فلا تستغلوا حاجتنا للسلام..! وحين تذهبون للتفاوض لاحقاً تذكروا بأن اليمنيون ينتظرون رؤيتكم كطيف واحد في مشهد منسجم يجمعكم بالوسطاء وبالأعداء والخصوم، افهموا جيداً أن الاستحواذ سيضعنا أمام انتصارات سياسية منقوصة ومشوشة، وحينها لن نفكر بمناقب كل طرف على حده..!!
التخندق في جبهة نضالية غير قابلة للاجتزاء، وحده الخيار الذي سيضمن تحقيق مكاسب سياسية أوسع وسيمثل ورقة ضغط أكثر تماسكاً وقوة وبيدها أن تغير مجريات ومسارات التفاوضات القادمة.
ثمة تساهل وتململ فادح، يجعلنا أمام فرضية سقوط المفاوضات، أو نترنح أمام مسودات واتفاقات ينقصها الكثير..! نحن نتلقى أنصاف الأخبار بالتسريب، وأنصافها الأخرى مشوشة..!
أعيدوا ترتيب أدواركم فوراً، وتوقفوا عن ما يشبه الفوضى، فلا تستخفوا بصمود اليمنيين واحترموا التضحيات والأبطال .. وسننتصر..!!